العريان: هؤلاء أسباب ما يحدث في مصر
اتهم الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" ـ الموجود في مكان غير معلوم هربًا من ملاحقة أجهزة الأمن له ـ "حكومات ونظم عربية بالوقوف وراء الأحداث الجارية في مصر.
وأوضح العريان، في مقال نشر على موقع حزب "الحرية والعدالة": "كانت معظم هذه الحكومات ورجال مخابراتها وأمنها على صلة وطيدة بنظام مبارك ورموزه الأمنية والمخابراتية والاقتصادية، ولذلك اعتبرت أن الإطاحة بمبارك، ثم العمل والسعي الحثيث لتغيير نظامه المفسد التابع، ومحاكمة رموزه السياسية والاقتصادية والأمنية مؤشرًا خطيرًا، وخيانة من أمريكا لأحد أهم حلفائها في المنطقة وركائز سياستها، مما اعتبرته مؤشرًا على وصول رياح تلك الثورة إلى بلادهم وشخوصهم ونظم حكمهم، حتى ولو لم يتم ذلك فى المدى القريب".
ونوه العريان إلى أنه وفضلا عن هذه الدول العربية، فإن هناك عدد من العوامل الأخرى التي منعت ثورة الشعب المصري من المضي في طريقها الديمقراطي، وبناء دولة حديثة لكل مواطنيها، ومعالجة تراث عميق من الاستبداد والظلم والفساد والتبعية ومنها: "الاحتلال الصهيوني وأذنابه الذين سلموا له باحتلال الأرض والسيطرة على كل فلسطين ورضوا بالاتفاقيات المهينة دون أية محاولة جادة للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني."
واتهم أيضًا "الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والحكومات القوية فى أوربا التى كانت تتوقع أن يخلف مبارك الأحزاب العلمانية والقوى الشبابية الثورية، مع وجود مؤثر للأحزاب الإسلامية لكن بدون انفراد لأي منها بحيث يكون البرلمان معلقا لا توجد فيه أغلبية واضحة لتيار يستطيع حسم القرارات التشريعية والاقتصادية وتوحيد السياسات العامة".
وأشار إلى أن من هذه العوامل أيضًا: "أركان النظام السابق ( نظام يوليو وليس نظام مبارك فقط) الذي احتكر الحكم ستين سنة وغيّب الإرادة الشعبية تحت شعارات براقة وزعامات مصنوعة إعلاميا ولأحداث مرتبة ( باستثناء حرب رمضان/أكتوبر)". ولفت إلى أن "هؤلاء كانوا سياسيين فى الحكم والمعارضة المستأنسة, وإعلاميين صنعهم أبرز رموز نظام مبارك على عينيه (صفوت الشريف) فى التلفاز والإذاعة بل فى الصحافة والثقافة, والأخطر الاقتصاديون من رجال المال والأعمال والأكاديميين فى الجامعات ومراكز البحوث والدراسات الذين يشكلون عقل الشعب, وأخطر هؤلاء على الإطلاق هم معظم القضاة الذين استسلموا لنظام قمعي دموي كان يعفيهم من المحاكمات السياسية فيحيلها إلى محاكم عسكرية, ولما رأوا أن النظام لا يسقط أظهروا حقيقتهم وانحيازاتهم إلى الظلم والبغي, وقد قالوا قديما إن العدل ليس فى نص القانون بل هو فى ضمير القاضي".
إضافة إلى ذلك، تحدث عن "لعب أنصار الحرب على "الإرهاب" والكارهون للإسلام في الغرب والشرق في مصر والعالم العربي والإسلامي، الذين جمعهم معًا فلسفة واحدة ترى أن معظم العنف والإرهاب في العالم كله هو من الدين الإسلامي وليس انحراف البعض عن الفهم الصحيح للإسلام يرون أن العقيدة الإسلامية تحرض في جوهرها على العنف".
