الشيخ محمد حسان يهاجم الانقلاب بذكر قصص عن الخلفاء والصحابة قائلاً "لماذا لم يفكر أبو عبيدة بن الجراح في الانقلاب"
وقال الشيخ حسان في مستهل حديثه في برنامجه أحداث النهاية - الذي يذاع على قناة الرحمة حول شرحه لحديث للرسول الأعظم تناول علامات الساعة -: "تدبر معي؛ عندما سأل أعرابي الرسول: متى الساعة. فرد عليه الصادق الأمين: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة), فقال الأعرابي: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ فذكر النبي صورة من صور ضياع الأمانة فقال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله)".
وتساءل الشيخ حسان: "أسألكم بالله؛ ألم يوسد الأمر إلى غير أهله؟ بلى ورب الكعبة, فقد وسد الأمر إلى غير أهله في مجالات الحياة بلا استثناء تقريبًا, ولا أتكلم عن صورة من صور الأمانة ألا وهي الولاية أو الحكم، هذه صورة، وقد وقعت هذه العلامة وانتشرت، وأصبحت واضحة لكل ذي بصيرة وبصر".
وتطرق الداعية الإسلامي لمسألة قرار أول الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق بعزل أبي عبيدة الجراح من إمارة الجيوش وقيادة الجبهة في بلاد الشام، وتعيين خالد بن الوليد مكانه.
وقال حسان: "أبو بكر الصديق أوضح لأبي عبيدة بن الجراح أن فطنة ابن الوليد في الحرب مقدمة على قيادة الجراح"، مضيفًا: "فتنازل أبو عبيدة بن الجراح من قائد مطاع إلى جندي مطيع".
وتساءل الشيخ حسان: "لماذا لم يفكر أبو عبيدة بن الجراح في الانقلاب على أبي بكر الصديق أو على خالد بن الوليد؟ قائلًا: أبدًا". مشددًا أن "هؤلاء لا يعملون من أجل دنيا, ولا تحركهم الكراسي أو المناصب, فهم يودون أن يبذلوا روحهم لدين الله أيًّا كان موقفهم على الساحة, قمة التجرد، وإن شئت قمة الأمانة".
وأضاف: "الآن أسند الأمر إلى من هو ليس أهلًا له، وسفك الدماء ومزق الأشلاء، أعظم أمانة أن يولى الرجل على حكم المسلمين".
وتأتي تصريحات محمد حسان بعد الاستفتاء على الدستور المعدل من قبل لجنة الخمسين، واستمرار التظاهرات الاحتجاجية المنددة بالانقلاب والمؤيدة لشرعية الرئيس السابق محمد مرسي، وسط استمرار استخدام قوات الأمن القوة ضد السلميين وارتفاع أعداد الشهداء.
وكان حسان قد حذَّر حكام مصر مؤخرًا من الظلم قائلًا: "الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (القضاة ثلاثة، واحد في الجنة واثنان في النار، فأما الذي في الجنة، فرجل عرف الحق وقضى به، ورجل عرف الحق وقضى بخلافه فهو في النار، ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار)".