30 يونيو القادم.. «ثورة المرضى» والسيسي يبحث عن مخرج من الورطة

بعد جولة كبيرة من الصداع الإعلامي والتطبيل والتهليل لجهاز اللواء عبد العاطي «كفتة» الذي زعم أنه يعالج جميع الأمراض والفيروسات التي من بينها الإيدز وفيروس سي، بدأ العد التنازلي ولم يبق إلا حوالي 100 يوم على بداية تشغيل الجهاز العالمي الذي بلا شك سيحدث ضجة كبيرة إذا أثبت فاعليته «وأنا أشك».

ومع شكي في هذا الجهاز ويشاركني في هذا الأمر كثير من المتخصصين والعلماء وحتى بعض من يؤيدون الانقلاب العسكري في مؤسسة الرئاسة «دكتور عصام حجي مستشار الرئيس المعين»، نجد بعض الأخبار من وقت لآخر والتي تثبت لنا مدى الورطة التي وقع فيها بعض من روج لهذا الجهاز ودافع عنه ولا يخفى عليكم أن جريدة الوطن كانت من أشد المدافعين عن الاختراع وانبرت في أكثر من مناسبة للرد على كل من شكك فيه.

لجنة طبية لفحص الجهاز

وفي محاولة لإنقاذ السيسي والقوات المسلحة من فضيحة جهاز «الكفتة» الذي أعلنت القوات المسلحة أن بداية العلاج به ستكون بداية من 30 يونيو 2014 بمستشفيات القوات المسلحة، قالت جريدة الوطن، إنها حصلت على معلومات تفيد بأن «عبد الفتاح السيسي»، قائد الانقلاب، كلف إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة بتشكيل لجنة طبية تضم كبار أساتذة طب الكبد والجهاز الهضمي في مصر لإجراء دراسة بحثية علمية سليمة على جهاز علاج فيروس «سى» الكبدي والإيدز، المعروف باسم «كومبليت كيور».

وتحت عنوان «انفراد» سردت جريدة الوطن بعض أعمال اللجنة وزعمت أن اللجنة عقدت اجتماعًا تحضيريًا الأسبوع الماضي لدراسة الجهاز.

وقالت الصحيفة أن اللجنة المشكلة ستضم كلا من، «الدكتورة مديحة خطاب عميد طب القاهرة السابق، واللواء طبيب أحمد الصاوى، والدكتورة منال حمدى السيد أستاذ كبد الأطفال بجامعة عين شمس، والدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بجامعة القاهرة ونائب رئيس الجامعة، والدكتور جمال شيحة رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمى بكلية الطب جامعة المنصورة».

وعلى الرغم من أن القوات المسلحة عرضت في وقت سابق مقطعًا مصورًا تؤكد فيه تجربتها للجهاز لدرجة أن اللواء عبد العاطي «كفتة» أكد في الفيديو أن أحد المرضى كان لديه إيدز وأنه شفى منه حيث قال «كان عندك إيدز وراح».

موعد 30 يونيو فشنك

تابعت جريدة الوطن في انفرادها بنشر ما أسمتها «مفاجأة» حول اللجنة حيث قالت، فجّر أحد أعضاء الفريق العلمي لتقييم الجهاز -فضل عدم ذكر اسمه- مفاجأة من العيار الثقيل، قائلاً «إن اللواء إبراهيم عبد العاطي صاحب فكرة جهاز (كومبليت كيور) لن يكون ضمن فريق التقييم»، مشيراً إلى أن الحديث عن علاج المواطنين بالجهاز في الموعد الذي تم الإعلان عنه في السابق، وهو 30 يونيو المقبل، سابق لأوانه، لصعوبة الانتهاء من نتائج التقييم في ذلك التاريخ.

أحد أعضاء اللجنة المزعومة ينفي علمه بها !

من جانبه نفى الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة، تشكيل لجنة طبية تضم كبار أساتذة طب الكبد والجهاز الهضمي في مصر لإجراء دراسة بحثية علمية سليمة على جهاز علاج فيروس «سي» والإيدز.

وقال «شيحة»، في تصريح نشرته جريدة «فيتو»، إنه لا يعرف شيئا عن هذه اللجنة، ولم يحدثه أي مسئول عنها من قبل.

وكانت «الوطن» قد ذكرت أن جمال شيحة ضمن أعضاء اللجنة المشكلة لفحص الجهاز، بل وأكدت أن اللجنة عقدت اجتماعًا تحضيريًا الأسبوع الماضي.

رئيس الهيئة الهندسية يكذب إنفراد الوطن !

في المقابل قال اللواء أركان حرب طاهر عبد الله طه، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إنه لا صحة لما ذكرته بعض وسائل الإعلام حول طلب «عبد الفتاح السيسي»، تشكيل لجنة علمية لمراجعة الاختراع الذي ابتكره الفريق العلمي التابع للهيئة لعلاج فيروس سي ومرض الإيدز .

وأضاف رئيس الهيئة الهندسية في تصريحات نشرتها «اليوم السابع»، أنه لم يسمع مطلقا من القيادة العامة للقوات المسلحة عن أي إجراء يخص مراجعة اختراع جهاز علاج فيروس سي والإيدز.

ماذا لو صح انفراد الوطن؟

ومن خلال قراءة بسيطة لانفراد الوطن، فإنه إذا صح الخبر المنشور فإن السيسي معه يشعرون بالورطة التي وقعوا فيها عبر إعلانهم أن الجهاز تمت تجربته وأنه سوف يبدأ العمل في 30 يونيو.

ويبدو أن نشر مثل هذا الخبر بداية حقيقية لإيجاد حجة للهروب من الكذبة الكبيرة في حالة ما إذا وصلنا إلى 30 يونيو وتدفق الآلاف إلى مستشفيات القوات المسلحة لتلقي العلاج ولم يجدوا شيئًا، وهنا لا ندري ماذا يمكن أن يحدث من المرضى والمصابين الذين تاجرت وسائل الإعلام بأحلامهم طيلة هذه الفترة بل لربما يكون هذا الحلم سببًا في تصويتهم للسيسي في حالة ترشحه للرئاسة أملاً في العلاج ! ومعلوم أن المتاجرة بأحلام البسطاء تكون عاقبتها عظيمة وخصوصًا إذا كان الأمر يتعلق بالمرض ولا أستبعد أن يتسبب هذا الأمر في أن يقوم المرضى بحرق المستشفيات أو التعدي عليها أو وقوع كوارث كبيرة وثورة من نوع جديد «ثورة المرضى» ضد النظام.

ماذا لو كان انفراد الوطن غير صحيح ؟

أما لو كان الانفراد كذبة من الكذبات المعهودة على جريدة الوطن -التي نعلم جيدًا أنها لا تنشر شيئًا إلا بعد مراجعته من المخابرات-، فإننا ننتظر ومعنا مئات الآلاف من المصريين أن نرى يوم 30 يونيو «إن لم يسقط السيسي قبلها» ونشهد بأعيننا المعجزة التي أعلنت عنها القوات المسلحة، وأنا وبصفة شخصية أعرف الكثير من مرضي فيروس سي، منهم من يرقص ويطبل للسيسي ويقاتل من أجل الدفاع عنه بسبب هذا الجهاز، وآخر “رجل أعمال” حارت عقاقير الطب في الوصول إلى حل لمرضه وجميعهم ينتظرون 30 يوم يونيو بفارغ الصبر وأنا على يقين أنهم سيصوتون للسيسي لو ترشح للرئاسة ويوافقون على أي إجراءات قد يقوم بها مهما كانت قاسية أملاً في العلاج الذي ينتظرهم يوم 30 يونيو.

وصدقوني لن تختلف النهاية كثيرًا عن النهاية التي ذكرناها في الفقرة السابقة لأن الواقع والعلم يقول أن هذا الجهاز «فنكوش» جديد كما هي عادة قادة الجيش للتغطية على أمر ما لاستمرار سيطرتهم على الحكم وإليكم بعض الأمثلة بالصور: