دلالات غلق السفارات في نظر الساسة.. مؤشر خطير وضعف للنظام
لم تمض 24 ساعة على قرار السفارة البريطانية بالقاهرة، إغلاق أبوابها، حتى اتخذت كلًا من السفارتين الكندية والألمانية، اليوم الإثنين، القرار نفسه، بسبب ما اعتبروه "مخاوف أمنية"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
السفارة البريطانية علقت خدماتها العامة، الأحد، لأسباب أمنية، وطالبت رعاياها بعدم الحضور إلى مقرها بمنطقة جاردن سيتي، مع استمرار العمل في مكتب القنصليّة العامة بالإسكندرية.
فيما حذرت الخارجية الأسترالية، مواطنيها، من السفر إلى مصر، ومطالبة إياهم بإعادة النظر في خططهم للتوجه إلى القاهرة بسبب التوتر السياسي المستمر، واحتمالات وقوع هجمات إرهابية، خلال الشهر الجاري.
ونشرت السفارة ا?لمانية بالقاهرة، مساء اليوم الاثنين، عبر موقعها الرسمي، تنبيهًا وصفته بالـ"هام"، قالت فيه: "سوف يغلق قسم التأشيرات أبوابه يوم الخميس الموافق 11 ديسمبر 2014".
كما سبق وحذرت السفارة الأمريكية، في بيان لها، في الرابع من ديسمبر الحالي، موظفيها، بألا يبتعدوا كثيرا عن مقارّ إقاماتهم.
وفي أول تعليق رسمي، قال السفير بدر عبد العاطي، الناطق باسم وزارة الخارجية، إن غلق بريطانيا وكندا سفارتيهما بالقاهرة لأجل غير مسمى، هي مجرد قرارات إدارية احترازية من جانب السفارتين.
وأضاف عبد العاطي، في تصريحات لـ"بوابة القاهرة": "نحن على اتصالات بهذه السفارات وأجهزة الأمن المعنية من أجل رفع درجة التأمين على مقرات هذه البعثات، بما لا يتعارض مع حرية المواطنين المصريين القاطنين بأماكن تواجدها".
وفيما يخص تحذيرات الخارجية الأسترالية مواطنيها بعدم الذهاب للقاهرة بسب تفجيرات محتملة خلال شهر ديسمبر، صرَّح عبد العاطي: "نتعامل مع كافة المعلومات بكل جدية ونتواصل مع أجهزة الأمن لصد أي أعمال إرهابية".
وأضاف: "إلى الآن لا توجد أي معلومات متوافرة عن تهديدات حقيقة نتعامل معها، لكن كما قلت نتعامل مع كل معلومة بشكل جدي".
وسائل إعلام حكومية، أكدت أن مسئولين بوزارتي الداخلية والخارجية، عقدوا اجتماعًا طارئًا، اليوم، لإجراء مباحثات مكثفة للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء إغلاق السفارات.
مصدر أمني رفيع المستوى، صرح أن أكثر من 75% من سفارات الدول الأجنبية رفعت خطابات لوزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة، طلبت فيها زيادة ومضاعفة أعداد رجال الشرطة وخدمات التأمين، كما طلب عدد كبير من تلك السفارات غلق الشوارع المحيط بها والمؤدية إليها، وهو أمر صعب للغاية، مؤكداً: "كيف يتم غلق حي أو منطقة بالكامل بسبب تمركز السفارات الأجنبية فيها؟! وهو الأمر الذي يتطلب أعدادا مهولة من رجال الشرطة لتأمين السفارات فقط".
بوابة القاهرة استطلعت آراء عددًا من السياسيين من مختلف التوجهات السياسية، للوقوف على دلالات تلك الخطوات التي اتخذتها البعثات الدبلوماسية الأجنبية في مصر.
مؤشر خطير ..
أحمد إمام، الناطق باسم حزب مصر القوية، قال إن الجهات الخارجية لديها معلومات عن مصر أكثر من الأجهزة الأمنية في البلاد.
وأضاف "إمام"،: "غلق السفارات شيء مقلق بالتأكيد، ومن المفترض أن الجهات المسؤولة عليها توضيح الموقف للناس، والمصريون ليسوا أقل أهمية من الرعايا الأجانب".
وتابع: "ليس لدينا معلومات وراء إعلان هذه السفارات تعليق العمل، ويجب أن تكون هذه المعلومات عند الأمن، وإلا ستكون مصيبة واستمرارًا للفشل، وعلى وزير الداخلية الخروج للمواطنين لتوضيح الموقف".
الدكتور محمد عبد اللطيف، القائم بأعمال رئيس حزب الوسط، قال إن إغلاق السفارات، يمثل مؤشرًا خطيرًا.
وأضاف عبد اللطيف، ليس لديّ معلومات عن جهة الهجوم، ولا أعتقد أن داعش موجودة في مصر، فالهتاف لداعش في مسيرات معارضة للنظام؛ لا يعني وجوده".
مخاوف من الإرهاب ..
تامر الزيادي، مساعد رئيس حزب المؤتمر، استبعد أن يكون غلق بعض الدول سفارتها بمصر، جزءًا من مؤامرة تحاك ضدها بسب كل ما ترتب عن "30 يونيو" من أحداث.
وقال الزيادي،: "بريطانيا بالتحديد موقفها إيجابي جدًا تجاه مصر والنظام الجديد، وأعتقد أن إغلاق سفاراتها ناتج عن معلومات لديها بإمكانية حدوث تفجيرات تستهدفها من الجماعات الإرهابية التي لا يروق لها مواقفها من نظام الرئيس السيسي".
وأضاف: "الأمر نفسه ينطبق على دول مثل كندا وأستراليا والتي لديها مواقف إيجابية تجاه مصر وثورة 30 يونيو، وأجهزة مخابرات هذه الدول قد يكون لديها معلومات بعمليات إرهابية قد تحدث في البلاد".
من جانبه، اعتبر أحمد إدريس، القيادي بحزب حماة الوطن، هذه الخطوة، مجرد إجراءات احترازية، وستمر دون أن يحدث فيها أي شي كسابقاتها.
وأضاف إدريس، أن تخوفات تلك السفارات من حدوث بعض الهجمات المحتملة؛ كانت ناتجة عن دعوات جماعة الإخوان المسلمين للنزول أكثر من مرة وخاصة عقب براءة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وطالب إدريس، السلطات، بالتعامل بكل حسم مع كل الدعوات والمعلومات التي من الممكن أن تهدد الأمن القومي.
محمود عباس، القيادي بحزب النور، أعتبر أن براءة مبارك، وما تبعها من انتقادات ومظاهرات ضد النظام، وغلق السفارات، تدل على أن هناك حدث جلل سيحدث خلال الفترة القادمة، وخصوصًا أن السفارة بررت ذلك لدواع أمنية.
واستطرد: "فهم قد يعلمون ما قد يخفى على خواص الناس فضلا عن عوامهم، ولكن ما هي طبيعة هذه الأحداث الله أعلم”.
تخلي عن النظام ..
عمرو عبد الهادي، الناطق باسم جبهة الضمير، اعتبر أن إغلاق بعض السفارات في القاهرة، لن يخرج عن تفسيرين اثنين لا ثالث لها.
وأضاف عبد الهادي، ما يحدث، قد يكون "مقدمة انقلاب على النظام الحالي"، أما السيناريو الآخر، هو "مجموعة من التفجيرات القوية والمفتعلة" يعقبها إعدامات لبعض قيادات الإخوان.
وتابع: "إغلاق السفارات برهن على أن إبراهيم محلب لا يعي شيئًا سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا حينما قال إن فوز الأهلي أمن واستقرار".
الدكتور معتصم شندي، القيادي بالجبهة السلفية، قال إن إغلاق السفارات يتم بناءً على الأخبار التي تصلها من دولها، في ظل توقع هذه الدول وقوع أحداث جسام قريبًا.
وأكمل "شندي": "هذا يضع علامات استفهام حول مدى نفوذها وصناعتها للحدث في مصر، وفي النهاية ستكون الكلمة للمصريين فقط".
ضغط على النظام ..
قال مجدي شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، إن إعلان السفارات الكندية والبريطانية والألمانية بالقاهرة، إغلاق مكاتبها بسبب تخوفات أمنية؛ يعتبر نوعًا من الضغط على الدولة لتنفيذ مطالب تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف شرابية، في تصريحات لـ"بوابة القاهرة"، أن هذه الإعلانات عباره عن قلق "غير مبرر"، كونهم يعلمون أن الأمن المصري قادر على حمايتهم من أي هجمات معادية.
وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تنفيذ مخططها وهي الاستعانة بالدول الأوروبية للضغط على الدولة لتنفيذ مطالبهم.
ضعف الحكومة..
مدحت قلادة، رئيس اتحاد المنظمات القبطية، أشار إلى أن الحكومة مسؤولة عن تخوفات البعثات الدبلوماسية وغلق سفاراتها في القاهرة، بداعي أن يدها ليست قوية على الإرهاب، وقضاؤها ليس ناجزًا في أحكامه.
وأضاف قلادة،: "استمرار قيادات الإخوان دون حسم لموقفهم؛ يعطي ضوءًا أخضر للمزيد من الإرهاب، وعلى وزير الداخلية تقديم استقالته لفشله في التعامل مع الإرهاب وتوفير الأمان للأقباط". بحسب وصفه.
لا أمل في الاستقرار ..
إمام يوسف، عضو الهيئة العليا بحزب الأصالة، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، أشار إلى إن هذه الخطوات التي اتخذها البعثات الأجنبية، تؤكد أن فرص استقرار الأوضاع في مصر أصبحت معدومة.
وأوضح يوسف،: "المرحلة المقبلة حتى شهر يناير سيحدث فيها تقلبات كثيرة، وهناك صراعات داخل رأس النظام، خاصة في ظل التقارب ووحدة الهدف بين رافضي النظام الحالي وشباب الثورة الذي كان الداعم الرئيسي في "30 يونيو".
وتابع: "محاولة تجميع الصف الثوري بعد براءة مبارك والخديعة الكبري التي حدثت لشباب 30 يونيو بالإضافة إلى عدم إحراز أي تقدم في ملف العدالة الاجتماعية والحريات، كل هذا ينذر أن يناير المقبل سيكون مختلف تمامًا وسيهز عرش السلطة".
بوابة القاهرة
